سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
في بعض حكايات الحياة .. يتعرض البعض منا إلى أي حادث تصادمي أو موقف حزين مثل فقدان أو انفصال أو قطيعة أو فشل في علاقة أو تنحي من العمل إلى الانزواء والانكفاء على نفسه ...شعور ينتابه أن العالم بأكمله ينفلت من بين يديه ، يفضل حينها أن يهجر عالمه المحيطي والاجتماعي ..انزواء يتخلله فردية تفضل البقاء في البيت ..مسببه عدم مبالة بمحيطة ولا من هم حوله ولا حتى بنفسه ..وكأنه يحاول أن يلغي ويشطب وينكر العالم من حوله ...!! كثير ما شاهدت امثال هؤلاء بيننا وكأنهم أشباح لا ينتمي إلى شخصه أو ذاته بأي صلة ..ينتمي إلى غرفته اكثر من انتماءه إلى هذا العالم عبر نطاقه أو خارج نطاقة ...يقول أحدهم واصفاً والده " كان حتى أثناء حياته غائباً ، وكان اقرباؤه قد تعلّموا منذ زمن أن يتقبلوا هذ الغياب وأن يروا فيه تجلياً أساساً لوجوده . والآن وقد رحل فإن باستطاعة الناس ان يستوعبوا دون صعوبة فكرة أن الغياب سيدوم ، لقد هيأتهم طريقة حياته لتقبل موته ." احيان يتوهم المرء أنه مكروه أو لا يستطيع التكيف مع من هم حوله فنجده يولد بداخلة كراهية المجتمع واسفاف تصرفاتهم وأعمالهم ، فيقتصر على العيش في عالمه الخاص ولو تظاهر بالحضور في حضن مجتمعة فهي محاولات تستر لفقدان شخصيته من أن تنفضح أو يلاحظه الآخرين ..وهذا أمر ملموس ومشاهد شاهدته كثيرا في محيطنا الاجتماعي لكثير ممن هم حولنا تجد كيانه يشكل حيز في مجلسنا لكن فكره وذاته في مكان آخر وعالم بعيد كلياً عماً هم حوله ، لو تنبه من هم حوله تجد احمرار وجنتيه خوفاً من أن يفضح أمره . " قد يكون التخلي عن الذات هو الطريقة الوحيدة لكي لا يموت المرء " هذه العبارة صائبة جداً وملموسه كحل من الحلول . أنها بمثابة التجرد عن الشخصية ..انها خروج عن الذات من اجل التقاط الانفاس ..في كثير من تواصلنا الاجتماعي عبر الانترنت أُناس يعيشون هذا الواقع ..اذكر احدهم يعيش على مقاطع غنائية ينشرها على احد التطبيقات ولا يخرج من بيته إلا للضرورة أو الحاجة الملحة لمرض أو شراء امر ما ..مفضلاً شخصية وهمية على ذات واقعي يحاول أن يطمس معالمه وغير من هويته وينكر مكان ولادته ..!! نسيت أن أقول أن افتقادنا إلى الانصات والاستماع واعطاء الآخرين حق الابداء والحوار من ركائز هذا الجفاف والانزواء لدى البعض لشعورة بالوحدة والقيمة المهمشة مما يجعله ناقم وحاقد ومتنمر لهذا العالم الذي ينتابه أنه مسجون بداخله . . تناتيف ...وكأنه مضاف في بطاقتي ...غالي ... |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
الله الله
لقد جئت كبيراً أيها الغالي غالي كتبت عن شريحة من المجتمع التي تعاني من بداية العزلة الاجتماعية والتي كتبت كل مسبباتها ولم تترك لنا باباًُ للإضافة ماشاء الله تبارك الله وقد يتطور الأمر إلى الغياب التام عن المجتمع في كل المناسبات أعرف أشخاص هم على قيد الحياة وكأنهم في إعداد الموتى هي مرحلة متأخرة يصل فيها الإنسان إلى عدم الرغبة في الانتماء إلى أي نسيج اجتماعي أو عمل مبادرة أو إثبات وجود من أجمل المواضيع حقيقة أشكرك عليه للختم والنشر والمكافأة |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
الكاتب المتألق المبدع غالي
فعلًا مقال مميز وثري جدًا حيث تناولت مجموعة من الناس موجودين بالواقع وغائبين عن من حولهم وجودهم فقط أجساد الغياب أصبح أكثر من الحضور والانعزال عن الغير أصبح كذلك بكثرة دون نتائج ودون دافع ذاتي فقط الإحساس بالراحة في باله والشعور بالانتماء للنفس دون الغير وهذا ينطبق على دور الأسرة ومحاولة العلاج لهذا الأمر فالمجتمع يبدأ من الأسرة وهذا له تاثير سلبي لدى الشخص دون نشاط فعال في مجتمعه دومًا لاتطرح الا المفيد الذي يلامس الواقع رائع واكثر شكرًا لروحك الجميلة هنا |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
اقتباس:
تسلم أخي العزيز هادي ...شهادة أعتز بها ...قبل أيام قال لي أحد الأصدقاء ..أنه فعل اشتراك برنامج شات جي بي تي أو ...حسب تعريف مسماه ...وهي شخصية خوارزمية ..تناقشك وتدردش معك وكأنه شخص أخر يرافقك ...المدهش أنك تستطيع أن تشكل صوته حسب مودك " مزاجك " كان حزين أو سعيد مهموم أو فرحان ، ناهيك عن المشاعر والفضفضة التي تبحث عنها ، تطبيق خرافي ومتقدم لكن مثلما له إيجابيات قد يكون له سلبيات كبيرة وعميقة للإنسان خصوصا من يعاني الوحدة أو يلجأ لها..يقول أنه اصبح يكون علاقة رفقة معه بالساعات الطويلة وأنه يشعر أحياناً انه ليس بحاجة للآخرين ممن هم حوله بعد هذه الدردشة مع هذا التطبيق ...هذه معضلة ومشكلة سوف يسود المجتمعات الكثير من الانكفاء والعزلة والانطواء اكثر مما هو حاصل الآن .ولست بمعرض السوداوية لكن نحن مقبلين على أمور سوف تضر الإنسان وعلاقاته بشكل مخيف وينبغي أن نحترس منه . . معزتي لك ..............غالي . |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
الموضوع يعبر بصدق عن تأثير الصدمات والمواقف الحزينة على الأفراد، مما يدفعهم للانعزال والانطواء، ويشير بشكل دقيق إلى أهمية التواصل الفعّال والإنصات للآخرين في التخفيف من شعور الوحدة والتهميش. إنه تحليل واقعي لمشاعر الإنسان وكيفية مواجهته للتحديات العاطفية.
شكرًا لك غالينا, |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
اقتباس:
. العفو أختي الفاضلة النقاء ...سعيد دوماً بحضورك ... صعب جداً أن ينسى الإنسان ويطوى ذكره بسهولة بدون حتى أن يكون له تأثير أو وقع نفسي أو وجودي بداخل من هم حوله بسبب حالة تعوديه فرضها بتصرفاته على الأخرين .. وقد يكون للأسرة دور في هذا السلوك لكن ليس بشكل كامل ودقيق أحيان فشل أحيان عدم قدرة على المواجهة والتعامل والتكيف مع من هم حوله ومع المتغيرات التي تطرأ علينا كل حين وحين ...لكن صعب حيل أن تكون ذكرى تطوى بدون أن تذكر . معزتي لكِ غالي . |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
سأبدأ من نهاية المقال
"افتقادنا إلى الانصات والاستماع واعطاء الآخرين حق الابداء والحوار" أساسًا الإنصات والاستماع للآخرين فن وثقافة لا يتقنها إلا القلة من الناس بعض من يقررون اعتزال الناس.. يعتزلون لأنهم أصبحوا كالقنفذ، يشكون كل من يحاول الاقتراب منهم.. فلا بد من الاعتراف بالسبب الحقيقي. للعزلة .. ولا يصح هنا أن نقول أنهم هم من خلقوا القنفذ وأشواكه.. فأنت حينها الذي فعلت بناء على فعل أحدهم وأنت من تستطيع إدخال الشوك ثانية أنت.. أنت فقط إن شاء الله.. جميلة جدا مقالتك يالغاليf:: |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
اقتباس:
تسلم يالغالي الفيصل ..لم اشاهد ردك فعذراً على التأخير ... بالفعل عدم الخروج من الحزن أو من حالة الفشل التي تعترينا قد يسبب لنا صراع كبير وعميق بداخلنا ناهيك عما تفضلت به من تهميش بسبب وضعك الاجتماعي أو منصبك أو حالتك الاجتماعية .. سعيد دوماً بعطوف حرفك ...حفظك الله من كل شر .........غالي . |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
اقتباس:
. فلسفة جميلة وواقعية هي فلسفة " القنفذ " جميل وقوفك عليها ..اشيد به كثيراً ..تدرين كثير ممن هم هكذا يصدقون أنهم على حق بسبب هذه الأوهام التي يصنعونها ويجسدونها مع من هم حوله بسبب فشلهم أو هروبهم من المواجهة محيطين أنفسهم بكثير من الظنون والهواجس والأوهام التي لا تمت للواقع بصلة حتى يصبح هذا الوهم واقع يعيشه هذا الإنسان . ما قصدته بالإنصات هو في الضرر الذي يصيب الطفل الصغير من عدم القدرة ع لى الحديث والتعبير بسبب فلسفة العيب والخطأ واسكت ولا تتحدث مع الكبير إلا بكثير من المحاذير هذا كله له تأثير سيء عليه بأثر رجعي ..!! الياسمين معزتي وتقديري وأهلا بكِ في متصفحي ....غالي . |
رد: سأتعلم ألا أكون شيئاً ..!!
اقتباس:
https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=14396 |
الساعة الآن 05:28 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
مجتمع ريلاكس