منتديات مدائن البوح - قراءتي لظلال على أعشاب الشوق- لصالح بحرق

ظلال على أعشاب الشوق

ملخص النص: قصة حب تنشأ بين شخصين مهمشين في مدينة جبارة تسحق أحلامهما.
تدور فكرة القصة حول الحب والمصاعب المعوقة له، في مجتمع ظالم يحتقر ويلفظ طبقته الدنيا، وهي تيمة أغلب الأعمال الأدبية.
عنوان النص: يتمتع بقوة ذاتية وله طاقة توجيهية لتبني المضمون، وهو عبارة عن جملة من أربع كلمات. محفز يستدرج القارئ من خلال صورة فنية تستدعي الغموض والصراع الذي هو جوهر الأعمال الأدبية، والظلال جمع ظل وهي العتمة أو الخيال الناتج عن حجب الضوء، والشوق نزوع النفس إلى الشيء أو تعلقها به. وفي تركيبه تعبير عن حالة توتر وقلق، إذ أن بقاء ونمو الأعشابِ مرتبط بحضور الضوء، فكأن هذه الظلال تحجبه، وتزحف فوق علاقة عاطفية ناشئة.
يعتمد النص على الصور الفنية، والتعابير البلاغية، والتي أثقلت القصة في بعض الأحيان، وافتقدت إلى الجمالية ( كسحابة تنود بالرجاء، فتصدها أبراج اللا تناهي- كان يوظب أسئلة لاتساع الشوق فيه…). ويغيب عنه الحوار متسقا مع طبيعته النفسية.
وقد استعمل الكاتب ضمير الغائب وهو الأكثر استعمالا في السرد، نظرا لما يتيحه من حرية في التعبير، وعرض الرأي، وطرح الأفكار، دون إلصاقها بالذات.

يبرز الزمان والمكان بوصفهما لاعبين أساسيين في النص، حيث أن المدينة تفرق بين المحبين، إذ تبعد البطل عوض البحث عن حل لمشكلته، وتحتقر الفتاة لفقرها، أما الزمان فنفسي يخوض فيه البطل صراعا داخليا من أجل الحب، و يتخذ عبره قرارا بالعودة إلى المدينة التي خذلته بحثا عن لقاء حبيبته.

تبدو الشخصية الرئيسية والتي لا نتعرف عليها إلا من خلال وضعها الاجتماعي – متسول- وصفة جسدية -أعرج- حائرة وغير قادرة على مواجهة المجتمع الذي يسحق آدميتها، وقد تعمد الكاتب عدم ذكر اسم لها، إذ أن ما يهم هو شعورها الداخلي، وقد ركز الكاتب عليه من خلال إبراز عواطفها، وما تكنه من حقد للمدينة بكل تجلياتها. أما باقي الشخصيات فتحضر بذكاء من خلال مواقفها بما يخدم النص.
تطرح القصة أيضا علاقة العاطفة بالجمال، فنظرة المحب غير خاضعة للتقييم ولآراء الآخرين، كما أن الجمال روحي أينع في بيئة الرفض والتهميش، وأججه الاشتياق( نبتت له أعشاب الشوق- لا يتذكر من هدى الغائبة إلا ذلك الحنين في كلماتها إليه- ولا أحد يراها جميلة إلا هو)
والخيبة هي ما يميز شعور البطل المهمش، الخيبة من المدينة التي سحرته بأضوائها ثم سلبت حلمه، وجعلته لا يتحدث إلا عنها، ثم تحرمه من حقه في الحب حين يحس بالشوق إليه.
ومثل هذه الشخصيات المهمشة لا تحتاج إلا إلى الاحترام والحب، لكي تشعر بالامتنان والاعتزاز بانتمائها إلى المجتمع.
أما المدينة الفاتنة والعالية الجدران فترمز إلى المجتمع القائم على التناقض بين الثراء الفاحش والفقر المدقع( المتسول الجائع يبحث عن فتاته خلف محلات بيع الذهب) وعلى نبذ الطبقات السفلى وازدرائها ( نظرة السيد السمين إلى المتسولة- تسمع كلمات الاستهزاء والسخرية والدونية)

يستعمل الكاتب تقنية الاسترجاع، والقصة تبتدئ من وسط الحدث، ثم يسترجع بدايته عبر الذكريات، والحبكة متماسكة وتستجيب للبناء الفني للنص.
أما نهايتها المفتوحة فعادية، لا تبعث على الدهشة، وقد لا تشحذ ذهن القارئ إلى فتح أبواب تأويلات متعددة.

النص رغم مضامينه الاجتماعية والإنسانية، يفتقر نوعا ما إلى التكثيف ويعاني من التطويل وبعض الركاكة في التعابير، وغياب الابتكار والإبداع في فكرة تم طرقها بكثرة وبأساليب سردية متنوعة.