منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   سحرُ المدائن (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الجبل الذي لا تهزه الرّيح . (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=2604)

سُقيا 02-16-2021 10:27 PM

الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
أتذكّر متى كانت المرّة الأخيرة التي كتبتُ فيها ؟
لكنِي هَا أنا أعود والتعب يسبِقُ خطاَي ، في حيرة من أمر بدئِي وهمّه ، كأنني كُنت أهرول في سَاعاتِ يَومِي لأعدّ كم جنينَا نحنُ والنّسيم كَي نحفَظ لحظَاتنا الأخيرة في صَدر الذاكرة ، النسيم الذي بلغَ عطر رَسائلنَا وَ دنى منه شُروق فَجرنا وَفخرنَا ، إلى أي حدٍّ صِرنَا غُرباء نتعثّر مراراً بِحَنان الأوطان وقسوتهَا وَقسوتنَا وَ نلقيه عيباً فِي حَالنا .
أنظر إليك .. لعلّ نظرتِي تُلحّن أغنيات قلبِي التي لا أستطيع التعبير عَنها معكَ إلا : خَجلاً.

أشاهِد كَم كادت المَسافات تَقضي علَى النفَس الأخير من صَبرِي إذ عرفتُ أن اللقَاء سَحابة صَيف عَابِرة ، كانَ فُضول فؤاديِ يداعبنِي، مداعبَة مرغُوبَة لكنَها تلف حولَ أسئلتِي حبال القلَق وتشدّها فتعدمها لِيصبح توتّراً لا مهربَ مِنه.
فَرحتِي عنيدَة مشبَعة بالتفاصِيل الجَميلَة الغَامضة ، اقتراف نفسِي لهذا الشُعور ليسَ ذنباـً ، أن أحبكَ يَعنِي أن أتسيّد مكانتِي، المَكانة التي جرّت حيثي عِناق حَبيب يَحكي لي كيفَ تربّع الاحسَاس ضلوعة فصار كَوناً لِسقياه .


سَئمتُ التوديعَ وأنا أكره الوَداع أصلاً ، مَا كنتُ أحطّ موضعَ قلمٍ فيه لكن هذَا الأمر أشبَه بأن تفقأ عينكَ الظروف بِحدّة سكّينها لقلة حيلتكَ وَ انعدام صَبركَ أو أنكَ كُنتَ الجبل الذي لا تهزّه الريح ولا تمِيل عليهِ إلا ظِلال المتعبين ، لم يمسّك ضيق ولا سقَم هكذا كانَ الكُل يظن .

سأضعُ نقطة النهايَة لهذَا الضّياع فلم ينتفض هذا الشعور عبثاً لم يشتد التعب مِن فَراغ في أعماقِي حتى تعزّيني أصابعِي بِما أكتبه الآن .
كُل الأسقف تضمّ نورهم وظلامهم إلا سقفي ، كلما ومَض ومضة خافتة انهَار بلا رَحمَة .
حينَ استكنتَ في عينيّ وأنتَ تتفقد لمعتهمَا المطفأة ، واجهتُ قُوتِي هذه المدفونة كأسرار الليل وَدموع تحجرت في عينيّ يَتيم ، واستقرّ خبرِي في قَلبي كما يستقر الحبر الآن في قلمي ، كابدتُ عناء هذه الخيبة وحدِي و تربّط التعبير على لِسانِي ، مداريَة هذا الخراب بِ سؤالي : أهذا أنت ؟
متمرغَة في حيرتِي وَ يقيني ، ما اختلطت مناوَشات الوجد داخلِي إلا وحرقَت مدائِن من بهجَة الأمل بِي ، فانظُر مايعنِي ترك اليد التي لَوت وكسرت مَن حاول أن يراكَ محنياً ، خاضعاً مكسوراً ، ولتبصر كيفَ كُسرت ضُلوع الوله في جوف سُقياكَ ، آن لحزنِي أن يندمِل وَلِأن أودعكَ لله الواحد الجبّار لا لِلجراحات النامية مع مرّات التذكر الحانية .

فَاكتوِ وانطوِ لا كما تُطوى الصحف ، لأن في طيّها أحياناً شَرف الشعور والقِراءة ، إنما كَما ينطوِي منفيّ على نفسهِ فلا يَعرِف وطنه ولا يدرك حُب قلبه ، كالمشاعر التي حرم قلب قسَى أن ترهف لَك ، فاختر الهزيمة التي تليق بك وامضِ .

آن الأوان الذي أنّت فيهِ ذاكرة صَامتة .

حصريّة .

فتحي عيسي 02-16-2021 10:51 PM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
ياه أيتها المبدعة الرائعة سقيا
ماهذا النبض الفياض بحرقة وهذا الوجع الكامن حروفه
وتلك اللحظات التي جلبتة جريحا كي تسطرية
ألما وفقدا وحنينا لم يعد مقيم في الجوار إلا قليلا
لقد رسمت ريشتك المتأنقة صورة رغم كم الهم واللوعة والأسى
تظل ساحرة البيان عميقة المعنى تتمتع بلغة أدبية مدهشة
سلم القلم والبنان
مودتي وإحترامي

سبع سنابل 02-16-2021 10:57 PM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
هو صراع مرير عايش الذات كل لحظة
أسبر ضوء بوح لاح
كثيرا في أفق الجمال
تقديري لرقيكِ سٌقيا

عبدالعزيز 02-16-2021 11:00 PM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
أحسنت وأبدعت ، لله درك .

النقاء 02-16-2021 11:11 PM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
هلاوغلا بالوفيه / سقيا
هل تعلمين كم اشتقت لحرفك.
فحرفك سقيا جميل من قبل فيه حس ومعنى ونغمة تفائل
نعم أيتها الرائعه ياجبل مايهزك ريح
علينا ان نقوى لصدمات الزمن والضروف
ابقى كما انتي ذات قوة. وشموخ
نصك فاخر جداً حيك بلغة دافئة
من يقرأ لك يزداد خيالاً وفكرا
فلا تحرمينى نهر فكرك ولغتك
طبتي وطاب وجودك اشكرك

ختم ونجوم لهكذا فخامة. ...*****

سليدا 02-16-2021 11:24 PM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
ودائما لايتبقى لنا سوى بقايا صور نحتت فى الذاكرة وحنين يقتلع قلوبنا وبعض دموع لاندرى ماهيتها اهى على ماضاع معهم ام على فراقهم
ابدعت سقيا بحرفك واحساسك

واهلا وسهلا بك من جديد بيننا

اشتقنا لبوحك وجمال نبضك

شكرا لكِ
اعجابي وتقيمي مع منحك مكافاة

سليدا 02-16-2021 11:25 PM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
تمت الاضافة

مبروك

ملكة الاحساس 02-17-2021 12:23 AM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
سأضعُ نقطة النهايَة لهذَا الضّياع فلم ينتفض هذا الشعور عبثاً لم يشتد التعب مِن فَراغ في أعماقِي حتى تعزّيني أصابعِي بِما أكتبه الآن .
كُل الأسقف تضمّ نورهم وظلامهم إلا سقفي ، كلما ومَض ومضة خافتة انهَار بلا رَحمَة .


تعطي المراه عندما تحب كل ما تملك
ثم تتدافع عن ذلك (( الحب ))
حتى لا تنكسر

ثم تتوه ... تتبعثر .... تحاول ان تكذب الحقيقه

ثم ببساطه ترحل

قرار قد يأخذ وقت ؛ لكنها تنتصر حتى علي قلبها

لقلبك سعاده لا تخطر ببال

تحياتي لقلبك ولقلمك

انتى رائعه بكل احوالك

فهمي السيد 02-17-2021 12:38 AM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
الجبل الذي لا تهزه ريح
زلزلته روح القصيده
لثمت ثغر الحروف بعتاب حاني
زمجر في وجه الاماني والسنين
واعتلى بأوجاعه
سقيا
مدرارت الشجن تقد الروح من دبر
ما اجملك

واجدة السواس 02-17-2021 01:06 AM

رد: الجبل الذي لا تهزه الرّيح .
 
في الوداع نظرت اليك
وكانك رحلت
دون وداع

بت اتنهد بأنين

وواحات تغص بين
جوفي بنظرات

الوداع بصمت

الوتين الذي يسري
بين اضلع الحنين
الذي بات

كالمشرط يقطع اهات
اختنقت بين حواسي


جميلة الروح ورائعة
الحرف وبديعة القلم
لله درك

ماشاء الله عليك

تكتبين الحروف من ذهب
تحيتي تليق لشخصك الراقي

ولقلمك الفاخر والمميز

🌹🌹🌹🌹


الساعة الآن 06:37 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47