منتديات مدائن البوح

منتديات مدائن البوح (https://www.boohalharf.com/vb/index.php)
-   سحرُ المدائن (https://www.boohalharf.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   حياة ميّتة (https://www.boohalharf.com/vb/showthread.php?t=3643)

جابر محمد مدخلي 04-09-2021 03:52 AM

حياة ميّتة
 

حياةٌ ميّتة

... معها كان النملُ يحملني كقطعة خبزٍ مبللةٍ بعسلٍ مُصفّى. والليل يحملني إلى حيثُ السهرات، والرقصات المقمرات على أحضان ضوء البَدر.
معها كنتُ نفيًا جميلاً لجزيرةٍ نائيةٍ لا أحد من كلينا يرغب بالعودة منها. معها كنتُ أنا، أنا وكانت هي معي هِيَ. كان الحلمُ يتحول لسردابٍ جميلٍ نخرجُ منه متى نشاء وندخله متى شئنا لا آيةَ كونيةً كنّا بحاجتها أو علامة أو معجزةٍ للخروج من مخابئنا. كانت المعجزةُ الحظ الذي جعلنا نُتشكّل كحلفٍ متماسكٍ، ومتزّنٍ في وجه عسس الليل الحالفين على ذبحنا إن وجدونا معًا بعد منتصف السهر. كنتُ معها تمامًا كما كانت معي. ربما خطفتني مرة أو مرارًا من غفواتي لو نازعني النعاس، أو طردت مني بلوحةٍ تمرر أناملها على جبهتي لترسمها بما تبقّى من أحمر شفاهها المتصبّب من آثر لعاب الضحكات المغشيّ عليها بيننا.
معها لم أشأ أن أتوسّل قطعةً من فرح، أو أدّخر فرصةً مواتيةً للطرَب في ميدان عينيها، أو أو استعراض قُوى مشاعري أمام جماهير أناملها وقدميها. في كل رقصة بوحٍ كانت تصفّق لي بانتظامٍ مرتكزةً على أطراف أنامل قدميها مرةً وعلى تسريحة شعرها الأمامي مرة أخرى وتخرج عينها الحوراء من بين أحضاني بعد أن توغلّت فيه بصدرها العاشق، وولها المتكوّر كحمامٍ حول حُبوبٍ جديدةٍ نثرها مُحسِنٍ ومضى.
كان العمرُ مصبّ نهرٍ في نفوسنا، نختار منه عذوبة الماء الذي نستقيه: رضابًا وريقًا وكرزاتٍ من حنانٍ فاضت عن مزارع الأثلاث الأخيرة لليالينا الجميلات.
لم يكن يدور بأخلادنا أننا سننهار ونسقط كقُرطٍ في أذن فاتنة ترقص على لحنٍ عذب. لم نتخيل لا أنا، ولا هِيَ ولا أختها أو أحد أفراد عائلتينا أنّ المآل عذابٌ جميل، والحلمُ أقصرُ من منهجنا الفيّاض، وخرائط جوعنا التي لم تلبث أن تكوّنت واتجهت صوب نبضاتٍ أفضل، وأحاسيس أكبرُ من حظّ كلينا. كانت الآيات والعِبر توحي بأنّ قصةً كاملةً ستبدأ، حتى المخرج الذي فكّر في جعل حياتنا فلمًا سينمائيًا كان تلك الليلة عاجز عن فعل شيء. لا أحد يحرّك ساكنه، لا أحد يجرؤ على إسداء إحسانٍ لأحد. تفتّت سهراتنا الأخيرة كحصوةٍ في المرارة غزاها منظار طبيبٍ ماهر. وحبسنا حابسٌ عند محبسٍ لا يمكن حلّها بغير المعجزات، أو صلوات الأعوام المستمرة. كانت هي المعجزة التي ظهرت في منتصف الخريف وبدأت تتراكم داخلي لعدة فصولٍ رغم حملها ذات الأسماء والمناخات إلا أنّها الأنثى التي لم تكن متشابهةً في كل فصولي، والمناخ المطير في كل سنوات الحضور والغياب، والاستسقاء والصمت. كانت تعي جيدًا أنني لم أقدِم عليها لغير قلبها .. ولغير طرقات (النرد) التي كانت تخاتلني لترميها في غفلةٍ إراديةٍ مني لتفوز وتحسم النتيجة. كنتُ معها أتصرّف بغباء إرادي، وأجمع لها الرِبح فيما أحصد أنا جميع الخسائر، والهزائم .. لم أتوقّع أنّها ستستغّل تغافلي لصالحها، أو ترتّب هزيمةً نكراء بغير إرداتها وبمساعدة الفجأة لتُحدث دويًّا للغياب المرهق لكل قبائل الحنين والوله في صدر الجميع بمقدار، وبصدري بمقدار الجميع.
ها أنذا الآن أتكوّم داخلي كما يفعلُ طفلٌ مريضٌ يلجأ إلى حضن أمّه. إنني بحاجة إلى حضنها. إلى الدفء الذي غمرتني به وتوقف لأجلٍ غير معلوم.
كيف لرجلٍ أن يبكي وهو قد أهداها دموعه كاملةً؟ كيف لقلبٍ أن يستوعب أنّه داخل صدري وهو مغمىً عليه داخل أركان مساحاتِ الغيب، والانتظارات المأمولة، والمألومة؟
ألم يئن للحياة أن تفرج عن أحلامنا، وطموحاتنا وتعيد الليل الذي وقّع على عهودنا ومواثيقنا؟، أن يعيد ما خطّه العُمر وشهد عليه الزمان والمكان وأبقى صدرين يلتحفان الأمل، وينتظران مجعزةً تهبط عليهما من السماء لتزرع أعضاء جديدة لحياةٍ تحت أغطيةٍ ملفوفةٍ بقماشٍ ينتظر المصير.
سأتوه، وويلي من التياه الحاسِم. بل قد تهتُ وأنا أتمرّد على عادات انتظاري، على سكوني وانشغالي، على أفعالي وذوباني في حركةٍ لا تستطيع أن تهبني حتى خطوةً للأمام .. كيف يمكن تفسير خطوات الوقوف؟ وكيف يمكنني السيطرة على تعبين في صدرٍ موكوث، أنهكته وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب؟ كيف لي أن أكون وأنا محاطٌ بها وهي في الرجاء الحاسِم لأن أتوازن في حياتي في ظل أن تقوم هي من غيابها وغيبها وتجيء لتسلّمني كل مفاتيح الحياة؟
بؤسٌ جديدٌ يمكنه أن يستغل حياتي الميّتة، وحياتي الغائبة!.


هادي علي مدخلي 04-09-2021 04:55 AM

رد: حياة ميّتة
 
وبعدما عقد الهوى
معك جدائله
وعانقك بكل ترف
في جزيرة هجرت كل شعرائها
وبقيت لكما تأتيكم ثمارها حين قطاف
وسولت لك نفسك أنها تنتظرك
حياة أجمل داخل الروايات
وخارج نطاق العقل والقلب
ولم تمنح لك حتى فرصة التفكير ....
وفي حين غفلة من الزمن
حُلمك تداعت عليه كل العواصف
وخر مغشياً عليه
مخاض أُجهض قبل اكتمال بدره
فصارت أكثر غلظة وغدراََ
لأنها عقيمة الندم
ولستُ أدري هل تقبل توبة
لجسد من طين فقد
أدنى درجات الإنسانية
جابر مدخلي
أفتقد مجابهة قليلك فكيف بكثيرك
وأشعر أن ذاكرتي في اللغة ضئيلة جداً
واتكأت علي معصم أصم
فكيف لي أن أخوض في حزن يحمل توقيعك
وربما أستعير مفرداتك لأخرج من الحرج
فقد وهبك المولى وعاء كلم
مُزج بألوان الحكمة والسكرة والهذيان
من أقترب منها فغرف غرفة بيده
أصابه لوثة من جنون ووقار من عقل ..
المدائن أحق بك يا جابر
لتنعم بفضيلة الأدب والانتماء
لقد سرقت كل حواسنا
في ساعة فجر متأخرة
وكأن قلبك ساعي البريد محمل
بعطر رسائل الحنين ووفاء الياسمين
شكري وتقديري مع مكافأة المنتدى

الوليد 04-09-2021 05:32 AM

رد: حياة ميّتة
 
(المال عذاب ٌ جميل )
وكان نصك أجمل
لتثبت أن دموع الرجل أغلى
فقط لمن تستحق
وياليتهم يعلمون
ويقرأون تلك الأسطر !
لك التقدير ولقلمك الجميل أخي جابر مدخلي

نبيل محمد 04-09-2021 08:08 AM

رد: حياة ميّتة
 
الرمال التي تمشي عليها

أصبحت في موسمِ الربيع ورود نادرةٍ

و في هذا المساء عندما تمر عليها ستطلبُ أن تعودَ معك

حتى تتغذى على أثرِ رائحتك

لله درك

جنّةٌ ثائرة..

ولَهَا زفَّةُ الياسمين
إعجابي ونجومي
>::>::>::

عُقدة 04-09-2021 11:09 AM

رد: حياة ميّتة
 

موضوعاً لا يمكن الرد عليه إلا بموضوع .!

http://www.boohalharf.com/vb/showthr...9107#post59107

محمد حجر 04-09-2021 11:13 AM

رد: حياة ميّتة
 
كان


دخول للقراءة فقط


ولك تعقيب لما قرأت


جمعتك سعادة ومغفرة ياصديقي

سليدا 04-09-2021 11:24 AM

رد: حياة ميّتة
 
جابر مدخلي

الحياة ميتة بافتقاد الأحبة

كل الدموع غالية ان ذرفت بصدق وحرارة

من رجل كان أو امرأة

ابدعت في طرحك سيدي

اعجابي وتقيمي

مع خالص الود والتقدير

نقاء الياسمين 04-09-2021 02:02 PM

رد: حياة ميّتة
 
. معها كان النملُ يحملني كقطعة خبزٍ مبللةٍ بعسلٍ مُصفّى
ما أجملها من صورة حية دالة على الخضوع اللذيذ ، والإستسلام المحبوب

نفيًا جميلاً لجزيرةٍ نائيةٍ لا أحد من كلينا يرغب بالعودة منها.
وكأن بلمسة منها قد تجعل من كل شيء قبيح حسن ، كتلك التي تلمس فيتحول كل ما تلمسه ذهب ، لذلك تحول المنفى الملئ بالغربة والوحشة ، إلى أنس وفرح وطمأنينة ، تشبيه عميق ورائع

معها لم أشأ أن أتوسّل قطعةً من فرح
الله الله ، معها يأتي الفرح أفواجا

لم يكن يدور بأخلادنا أننا سننهار ونسقط كقُرطٍ في أذن فاتنة ترقص على لحنٍ عذب.

صورة رائعة تدل على الثمالة التي كانت تغشى العاشقين

لتُحدث دويًّا للغياب المرهق لكل قبائل الحنين والوله في صدر الجميع بمقدار، وبصدري بمقدار الجميع.

يا الله كم هي عميقة هذه الكلمات ، أشعر بها تلفظ وجعها ، أشعر بمرارتها المتراكمة


الكاتب المبدع
جابر مدخلي

حرف نقش على جدار الروح ، وكأنها تلفظ أنفاس وجعها الأخيرة
على الورق
نص مليء بالصور المحبوكة بشكل عظيم
صور مليئة بالحياة ، نابضة وفياضة

أدامك الله

كراميل نور 04-09-2021 03:01 PM

رد: حياة ميّتة
 
على الأرائك متكئة .....أتنعم هنا ....في جنتي الخاصة

كم وددت أن احمل كل كتاب وكاتبات العالم نهرب لجزيرة بعيدا ......
لنصنع جنتنا الخاصة عليها بلا خدوش من الدنيا وتنغيصاتها

استاذي........ سلم الفكر والبنان والكيان والروح الطيبة

عصي الدمع 04-09-2021 07:38 PM

رد: حياة ميّتة
 
لعودة تليق ..
كان هنا ومضى

البنفسج 04-09-2021 09:02 PM

رد: حياة ميّتة
 
واقع بين نصبٍ وجزم
بين تلك المسافة الممتدة وسط حزن الصدور
وفرح الأحلام التي تشعل الجمر جمرا
لم تجئها حنين
جئتها ذات حين
أنثى بادرتها وجئت بها
على دفترٍ من بياض السنين
فكانت بعدها الحياة
ورقا أصفرا وخريفا حزينا في الغياب
غير أن في نقاط العبور
ترتمي الظلمة دوما تحت أقدام النهار
وبها يقظة خارج تلك الحياة الميتة

المتفرد دوما / أ.جابر مدخلي
يصيبنا العجز وحرفك المعجزة
فأنتما وتران لقيثارٍ أخضر
لايعلو شيء فوق أعظم ثورة
تداوي الجراح لتلتئم السطور

flll:flll:

الحكيم 04-10-2021 12:20 AM

رد: حياة ميّتة
 
هل تعلم أيها الكاتب
الكبير جابر مدخلي
أن الكون كله انصهر معك
وأنا أشعر أني بين خوفين
أخاف أن أقول سأعود
واتوارى بكلماتي وأحبسها خجلاً
وأحكم كبتها داخل قلبي
فهذا الحزن لا عزاء يفي به
وليتني أدل مكانها
لأصرخ في وجهها لماذا تركتيه
ولماذا عدتِ في الوقت الضائع
أي شغف أنتَ يا جابر

ذَاتِ العِماد 04-10-2021 12:37 AM

رد: حياة ميّتة
 
.






كُرسيٌّ فارغ
كُؤوسٌ فارغة
وكُل شيءٍ مِنها فارغ
إلا أنت
تهتِف أنكَ تهتِف ..!
يا قلبي يا جسدي
يا آه يا أنتِ
فقد وهبتكِ أرضي
فلا تعثِ فِيها فسادًا



راقصت الألم حُبًا
والموت كان عميقًا
وحرفٌ كهذا
لا أُخلف لهُ موعدًا
( وإن كان قاتلي )





رائع

جابر محمد مدخلي 04-10-2021 02:49 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:



هادي علي مدخلي الكاتب المبدع

... كان عليها أن لا تذهب إلى صدره، أو على الأقل أن تميته دفعةً واحدةً بلا رحمةٍ، ولا أمل. ثمة قيد كبير داخل قلوب الأوفياء لا يعرفه إلا من صدمهم صدمةً صدرية. الذين ينزعون المشاعر ليست لديهم أنامل بمقدار ما لديهم مخالب قادرة على التمزيق، والأذى.
لقد وقف أمامها في صحوه ومنامه، ولكنه في الأخير شاهدها ترحل عنه محمولة على ذراع أخرى، وحقيبة أخرى، وطريق سفرٍ بعيدٍ لولا أنّ تدخلات الحياة، وظروفها، ومقدراتها ما كان لتلك الجزيرة أن تنبت فيها بذرة حياة واحدة.
ما أقسى حين تموت وأنت في مراحل الحُب، ثم تموت مرةً أخرى وأنت في آخر رمق اليأس، ثم تُدفن وعينيك مفتوحتين، وفي قلبك متسع لعمرٍ آخر.
العزيز هادي: هناك من يقرأ ليرىنا في حرفه ما لم نراه، وآخر يقرأ ليقول لنا ولو بصمت.. أنت أنا .. تمامًا، وكأنك تكتبني.

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-10-2021 03:58 AM

رد: حياة ميّتة
 

الوليد

للعين غطاء سميك، ولولا ذلك لفقد العشّاق أبصارهم.
لم يكن لديه خيارات كثيرة .. غير أنه بلا خيارات أصلاً.

دام حرفك يا بهي...

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-10-2021 04:34 AM

رد: حياة ميّتة
 

نبيل محمد

ليتها وقفت معه ولو مرةً أخيرةً أمام الرياح قبل أن تزف رملتهما معًا.
ولكن ليت التي تجيء بغير نفع لا تقدم شيئًا مطلقًا.
سررت بكلماتك...

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

رجل من الشرق 04-10-2021 12:47 PM

رد: حياة ميّتة
 
shy:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جابر محمد مدخلي (المشاركة 59077)

حياةٌ ميّتة

... معها كان النملُ يحملني كقطعة خبزٍ مبللةٍ بعسلٍ مُصفّى. والليل يحملني إلى حيثُ السهرات، والرقصات المقمرات على أحضان ضوء البَدر.
معها كنتُ نفيًا جميلاً لجزيرةٍ نائيةٍ لا أحد من كلينا يرغب بالعودة منها. معها كنتُ أنا، أنا وكانت هي معي هِيَ. كان الحلمُ يتحول لسردابٍ جميلٍ نخرجُ منه متى نشاء وندخله متى شئنا لا آيةَ كونيةً كنّا بحاجتها أو علامة أو معجزةٍ للخروج من مخابئنا. كانت المعجزةُ الحظ الذي جعلنا نُتشكّل كحلفٍ متماسكٍ، ومتزّنٍ في وجه عسس الليل الحالفين على ذبحنا إن وجدونا معًا بعد منتصف السهر. كنتُ معها تمامًا كما كانت معي. ربما خطفتني مرة أو مرارًا من غفواتي لو نازعني النعاس، أو طردت مني بلوحةٍ تمرر أناملها على جبهتي لترسمها بما تبقّى من أحمر شفاهها المتصبّب من آثر لعاب الضحكات المغشيّ عليها بيننا.
معها لم أشأ أن أتوسّل قطعةً من فرح، أو أدّخر فرصةً مواتيةً للطرَب في ميدان عينيها، أو أو استعراض قُوى مشاعري أمام جماهير أناملها وقدميها. في كل رقصة بوحٍ كانت تصفّق لي بانتظامٍ مرتكزةً على أطراف أنامل قدميها مرةً وعلى تسريحة شعرها الأمامي مرة أخرى وتخرج عينها الحوراء من بين أحضاني بعد أن توغلّت فيه بصدرها العاشق، وولها المتكوّر كحمامٍ حول حُبوبٍ جديدةٍ نثرها مُحسِنٍ ومضى.
كان العمرُ مصبّ نهرٍ في نفوسنا، نختار منه عذوبة الماء الذي نستقيه: رضابًا وريقًا وكرزاتٍ من حنانٍ فاضت عن مزارع الأثلاث الأخيرة لليالينا الجميلات.
لم يكن يدور بأخلادنا أننا سننهار ونسقط كقُرطٍ في أذن فاتنة ترقص على لحنٍ عذب. لم نتخيل لا أنا، ولا هِيَ ولا أختها أو أحد أفراد عائلتينا أنّ المآل عذابٌ جميل، والحلمُ أقصرُ من منهجنا الفيّاض، وخرائط جوعنا التي لم تلبث أن تكوّنت واتجهت صوب نبضاتٍ أفضل، وأحاسيس أكبرُ من حظّ كلينا. كانت الآيات والعِبر توحي بأنّ قصةً كاملةً ستبدأ، حتى المخرج الذي فكّر في جعل حياتنا فلمًا سينمائيًا كان تلك الليلة عاجز عن فعل شيء. لا أحد يحرّك ساكنه، لا أحد يجرؤ على إسداء إحسانٍ لأحد. تفتّت سهراتنا الأخيرة كحصوةٍ في المرارة غزاها منظار طبيبٍ ماهر. وحبسنا حابسٌ عند محبسٍ لا يمكن حلّها بغير المعجزات، أو صلوات الأعوام المستمرة. كانت هي المعجزة التي ظهرت في منتصف الخريف وبدأت تتراكم داخلي لعدة فصولٍ رغم حملها ذات الأسماء والمناخات إلا أنّها الأنثى التي لم تكن متشابهةً في كل فصولي، والمناخ المطير في كل سنوات الحضور والغياب، والاستسقاء والصمت. كانت تعي جيدًا أنني لم أقدِم عليها لغير قلبها .. ولغير طرقات (النرد) التي كانت تخاتلني لترميها في غفلةٍ إراديةٍ مني لتفوز وتحسم النتيجة. كنتُ معها أتصرّف بغباء إرادي، وأجمع لها الرِبح فيما أحصد أنا جميع الخسائر، والهزائم .. لم أتوقّع أنّها ستستغّل تغافلي لصالحها، أو ترتّب هزيمةً نكراء بغير إرداتها وبمساعدة الفجأة لتُحدث دويًّا للغياب المرهق لكل قبائل الحنين والوله في صدر الجميع بمقدار، وبصدري بمقدار الجميع.
ها أنذا الآن أتكوّم داخلي كما يفعلُ طفلٌ مريضٌ يلجأ إلى حضن أمّه. إنني بحاجة إلى حضنها. إلى الدفء الذي غمرتني به وتوقف لأجلٍ غير معلوم.
كيف لرجلٍ أن يبكي وهو قد أهداها دموعه كاملةً؟ كيف لقلبٍ أن يستوعب أنّه داخل صدري وهو مغمىً عليه داخل أركان مساحاتِ الغيب، والانتظارات المأمولة، والمألومة؟
ألم يئن للحياة أن تفرج عن أحلامنا، وطموحاتنا وتعيد الليل الذي وقّع على عهودنا ومواثيقنا؟، أن يعيد ما خطّه العُمر وشهد عليه الزمان والمكان وأبقى صدرين يلتحفان الأمل، وينتظران مجعزةً تهبط عليهما من السماء لتزرع أعضاء جديدة لحياةٍ تحت أغطيةٍ ملفوفةٍ بقماشٍ ينتظر المصير.
سأتوه، وويلي من التياه الحاسِم. بل قد تهتُ وأنا أتمرّد على عادات انتظاري، على سكوني وانشغالي، على أفعالي وذوباني في حركةٍ لا تستطيع أن تهبني حتى خطوةً للأمام .. كيف يمكن تفسير خطوات الوقوف؟ وكيف يمكنني السيطرة على تعبين في صدرٍ موكوث، أنهكته وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب؟ كيف لي أن أكون وأنا محاطٌ بها وهي في الرجاء الحاسِم لأن أتوازن في حياتي في ظل أن تقوم هي من غيابها وغيبها وتجيء لتسلّمني كل مفاتيح الحياة؟
بؤسٌ جديدٌ يمكنه أن يستغل حياتي الميّتة، وحياتي الغائبة!.



مَاهٰذِهِ إِلَّا خُلَاصَةُ عَاشِقٍ
مِنْ فَوْقِ أَهْلِ العِشْقَ , زَادَ مَوَدَّةْ

خَفَّاقُهُ : بِالعِشْقِ دَوْمًا , مُؤْمِنٌ
وَأعَفُّ أَهْلِ العِشْقِ , يَأَبَىٰ الرِدَّةْ

مَاانْفَكَّ يَنْتَظِرُ المُحَالَ تَيَمُّنًا
بِابْنِ المُلَوَّحِ , فِيْ الرَّخَا , وَالشَدَّةْ

هَذَا الجَنُوْبِيُّ اِسْتَقَامَ صَبَابَةً
وَاجْتَازَ مِنْ عَشِقُوْا , وَأَثْبَتَ وَجْدَهْ



واللهِ لقد أبكيتني
خشيتُ أن أطربَ على حسابات وجعك
مع أنها تدعو إلى ذلك.!

حروفك صادقة وإحساسُك أصدق
وقلمك جبار جدا..!

إعجابي
بقلبك العظيم
وحبك الذي أثبت به الحب
وقلمك الجبار






النقاء 04-10-2021 02:53 PM

رد: حياة ميّتة
 
هلا ومرحبا بالكاتب والاديب الراقي / جابر مدخلي
وهذا الاسم الذي لايخفى علينا وعلى كل من يعبر نصوص حرفه

حياة ميتة وكيف اذا لم نجتهد ونعطي ونقدم ما نستطيع لمن هم حولنا


في كل رقصة بوحٍ كانت تصفّق لي بانتظامٍ مرتكزةً على أطراف أنامل قدميها مرةً وعلى تسريحة شعرها الأمامي مرة أخرى وتخرج عينها الحوراء من بين أحضاني بعد أن توغلّت فيه
بصدرها العاشق،


هنا حلم أزلي في عالم العشق
ووصف للحياة الحية التى تتراقص لها الاطراف وتصف لها قمم الاتنظار ولو بعد حين
والتغنى بادق تفاصيل تلك الحوراء وجمالها الباذخ عشقآ



أن يعيد ما خطّه العُمر وشهد عليه الزمان والمكان وأبقى صدرين يلتحفان الأمل، وينتظران مجعزةً تهبط عليهما من السماء لتزرع أعضاء جديدة لحياةٍ تحت أغطيةٍ ملفوفةٍ بقماشٍ ينتظر المصير.

لحظات الوفاء تتلبس تلك السطور
حتى لو كانت هناك شوائك وعوائق يتوقف لديها الشخص
لابد من عثرات حتى نصل الى حلم يباغت جفوننا

القلوب التي تحب بصدق،
لا يضرها تباعد المسافات ولا الزمن ,,,
ستنبض كل يوم وتتلو علي الروح تفاصليها الحزينه


ويبقى نبضها وفي لمن تحب

أجلال لأحساس عميق لا يعرفه
إلا العاشقون
وأجلال اخر لمقام حروفك العذبه
ووفاءك


وياتي خاتمة الحياة هنااا مبعث للأمل والتأمل كيف ادراك تلك الحياة بلا انتظار بصاخب الشجن
وكيف يمكنني السيطرة على تعبين في صدرٍ موكوث، أنهكته وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب؟ كيف لي أن أكون وأنا محاطٌ بها وهي في الرجاء الحاسِم لأن أتوازن في حياتي في ظل أن تقوم هي من غيابها وغيبها وتجيء لتسلّمني كل مفاتيح الحياة؟

جميل البوح لمعرفة مقامات الشعور
هذا النص حلق بنا عالياً جدا
لغة فريدة وسطور تلونت بالغناء
واللحن الأصيل
الذكريات جميلة
تحديدا عندما لا يبقى في جعبتنا شيء سواها
نص سرقني من الحرف الأول
تبارك الرب حس مخملي يُباهى به
شكراً تليق بهذا الوهج الذي يخطف الأبصار
و تحية بحجم عدد نجوم السماء...

فتحي عيسي 04-10-2021 04:55 PM

رد: حياة ميّتة
 
المبدع الجميل جابر
ما أجمل هذا التدفق الثري بلغتة الأدبية المدهشة
وسلاسته المعهودة وإحساسه الجارف
ومضمونه الآسر
معنى ومبنى وبيان ساحر
ما أروعك أيها الفنان
سلم القلم والبنان
مودتي وإحترامي

بدرية العجمي 04-10-2021 05:39 PM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:



مشاعر باتت كما الريح في اليباب
تستنشق غبار الخيبات
تجاهد الفقد وابواب أُغلقت دون الأماني
وذاكرة باتت عارية
ووقوف على حافة المستحيل
وصمت مثل الفراغ..
وليس سوى مُضي في غياهب الطرقات
حتى بلاغة الكلمات باتت بلا فصاحة
مجرد ذكريات جرداء
ولاشئ يشبه صوتي
كل شيئ بات بلا سقف وبلا قاع
وأوقات باتت خالية منك
حتى الحروف تناثرت أشلاء على السطور
والسواد بات يركن في نهايات قلمي
حتى أصابعي لم تعد تهدأ من التلعثم
وقد تعبت من تدوين تفاصيل أعذراك
فكل شي أصبح قصاصة من رواية
مجرد قصاصة لم تدون بعد..

غيث الأبجدية ..
(( جابر مدخلي ))
حلق بنا حرفك نحو سماء ثامنة
وقد اصبحت تغمر القلوب
دون استأذن...
ياخذنا في خيال صوري
بدهشة حيث جمال الصور البلاغية في هذا النص
حتى تباهت به افلاك المجرة ونجومها .
بورك نبضك وقلمك وأبجديات العطر
ولروحك الاس وحدائق الفل والجلنار..




عابرة مرت من هنا..!!!

هادي مهجري 04-11-2021 01:27 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:

دائما وأبدا ..
للجمال ..معك حكايات
والورد .. يمنحنا الجمال
بجمال ألوانه ..
وبعبقه الذي،يعطر المكان
هكذا هي حروفك ..
تذهلنا بروعتها وجمالها
وصداها الذي يتسلل داخلنا
تغيب وتأتي كالربيع
تتفتح في حروفك الورود
و تعبق الزهور ..
وتحلق الفراشات ..
فرحا بقدومك ..
وابتهاجا بحروفك
نص بهذا الجمال ..
لا يأت به إلا جميل القلب
واللغة والإحساس ..
رائع كما عهدتك ..
دائما ..تزرع في قلوبنا الجمال ..
باااقات حبي لك ..
وأزهار قلب يحبك ..
تتمايل فرحا بقدومك ..
كالغيم أنت ..
دمت جميلا ..

هادي مهجري

أمير الحرف 04-11-2021 01:30 AM

رد: حياة ميّتة
 
أخي جابر كأنك في صومعة
الذات ترتّل ما يعتريها
من غموض الحياة
فهي متقلبة بنا
كما فعلت بك
أفراحك كانت مغموسة
بالأحزان والخوف
وحبك شابه التقلبات
فكانت لك أخرى
غير التي أرادها قلبك
رغب البدايات الجميلة
إلا أن النهاية كانت غير متوقعة
يا كاتبنا الكبير جابر
أنا اليوم أقف لك إجلالاً و إكراماً
تحيتي لك ولجمال روحك
دمت

الروح 04-11-2021 02:00 AM

رد: حياة ميّتة
 

ياااه لقد أثقلت القلوب ..
وجعلت الآه ترتقي سلّم الحنايا ..
لتصل الى مدى وجعك فتنفث فيه من حريقها
فلربما هلك وخفت ضجيجه العابث ..
..
أيها العاشق المتيّم
ماكنت سوى أنت ..
عندما كنت تريق الندى على بتلات جوريتك
لتتنفس مايرضيك فيرضى غرورها ..
وتسقيها شغف الربيع ؛
لتنسى بها ومعها معنى الشتاء وزمهريره ..
وتهديها الغنى عشقاً ..
يفوق احتمال أزمنتها التي عانت الفاقة من النعيم ..
...
ماكنت أنت .. سوى أنت ..
عندما امتلأت روحك بها فكانت لك الدواء وأضحت هي الداء ..
عندما عاثت بفكرك فساداً حتى أنك بت تذكر آخر لحظة سوداء
فقط لتنساها .. فتعود لتذكرها فتجهش في البكاء ..
عندما أظلم وجودك بفقدها فلم تعد ترى سوى العناء ..
...
صاحب الحرف الشجي ..
أ / جابر مدخلي ..
هل أخبرك أحد قبلاً أن لحرفك لذة ..
تبدأ بمجرد ملامسة أول كلمة للشفاه
وتصل ذروتها عند آخر كلمة تختم بنقطة النهاية ..
لقد قرأتك مراراً وأقسم بأنني لم أترك كلمة أو أتجاوز سطراً
وفي كل مرة كنت أجد شيئاً مختلفاً مع كل كل قراءة ..
وصفك وصورك البلاغية تخطفنا منا ..
لنكون بمعيتك في كل مكان وكل نبضة وكل التفاتة
وكل وقفة تستحضر بها موقفاً يثير آهة أو ابتسامة ..
اجتذبت بسمو الحرف والمعنى جُلّ دهشتنا
وفي الختام حاولنا فقط أن نهديك اعجابنا القاصر عن بلوغ مداك
علّنا بذلك نستطيع التعبير عن هذا الكم من العذوبة والجمال ..
دمت ودام لنا وجودك العابق وهذا السكب الأنيق
وسأكون في انتظار آتٍ منك يبتسم ..
تحياتي لك وكل احترامي .
وهذه لك
https://b.top4top.io/p_1926uu2v40.jpeg

سفير المعرفة 04-11-2021 03:24 AM

رد: حياة ميّتة
 
سلام عليك
وعلى قلبك
حبك شجرة من عتق الأيام اليانعة
وفي قلبك لها رغم ماكان منها
لمسة صدق ووفاء ..
فقد كانت لك ذات يوم
بلسم حب و شفاء
وقصة ود تتفتح بتلاتها
على قبلات الشمس الساطعة

محمد حجر 04-12-2021 04:28 PM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:


الحق أننا كنا على موعد مع ترجمة جميلة
لساعة من زمن عاشها عاشق
ما كان يعلم هل اليوم أو غداً سيرحل عنه الحبيب
أو لعاشقة لايعلم عنها معشوقها شيء
ولا يري بحالها حيث كانت
ولأن الحال مغاير هنا
إلا أن النتيجة واحدة
رغم التقارب والتواعد
غير ان النهايات متشابهة تشبه البدايات
لا شيء يحمل الأمل
وكل فكرة لا تتبلور بنتيجة اللقاء
وكأننا لا نجتمع إلا لنفترق
كما قطار يقف ليذهب
ويأتينا من محطة المغادرة إلى محطة أخرى للوصول
والوضع مغاير ومنعكس

وكما يقول شاعر الفولكلور المصري ( وأهو قطر وماشي )




الأستاذ والأديب / جابر مدخلي


كان لي شرف ومتعة القراءة


تقديري


محمد حجر

سبع سنابل 04-14-2021 05:57 PM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:

فراغ تعتليه الآه باللاجدوى ،
احتمالات تقاسم الوجع تقاسيم
الظل المنكوب وحدة تبتلع بيان الكلمات ..
أزيز أسئلة تساور الروح بخيبة الخذلان ..

رغد الديب 04-17-2021 06:19 PM

رد: حياة ميّتة
 
استاذ جابر
بداية وقبل كل شيء لا املك في حضرة كلماتك الا ان ارفع كف الضراعة للعلي القدير ان يمن عليك بالشفاء التام والسلامة من كل اذى ومرض وان يغمرك بعظيم منته وان يعيدك الينا منعما بموفور الصحة والعافية يارب

اما في ساح رائعتك هنا فلست أملك الآن إلا أن أضع رحالي
كي احظى بمتعة القراءة وأسجل إعجابي الاول ووعدي بالعودة قريبا

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:19 AM

رد: حياة ميّتة
 

الكاتبة المبدعة عقدة

أحيانًا تشرق الشمس مرتين .. وكان نصك شمس أخرى.

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:22 AM

رد: حياة ميّتة
 

الرائع محمد حجر

حضورك أبلغ، وصوتك واصل حد المساحات المملوءة به .. حتى في صمتك كلمات.

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:23 AM

رد: حياة ميّتة
 

سليدا

ما يعصرنا لا يمكنه إلا أن يقوّينا ولو سلب منّا المزيد.
لقد تعددت الآلام، وانفتحت مقابر في كل كلماتنا وأخيرًا: جاء من يسقي الحرث، وتنبت الأزهار من جديد.


أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:27 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




الكاتبة والشاعرة نقاء الياسمين

تأخر على موعده كثيرًا، وكانت تحبسه الليالي الطِوال. كان يُجنّد حياة ويستلف أخرى ليواجه بها ما تبقى من مصيره الجميل، ولهفته الكبرى التي كادت أن تعتصره لولا صيامه، وإيمانه بأن الإتيان حياة أخرى ولو بعد موتات كثيرة.
لقد رسم هذه العبارات على جبين الليل ولما أشرقت الشمس بنور ربها ارتفع عنه الحِجاب وراح يرسم ما تبقى من ملامحه ليديها إليها في عيد ميلادها، على صورة لوحةٍ بيضاء لترسم فيها ما تبقى من عمرها الذي يتمناه، ويسعد بأن يكون له منه نصيب ولو بعد غيب.

قراءتك أضاءت الزوايا الخافتة أستاذة نقاء .. وكعادة إبداعك المتجدد.



أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:30 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




كراميل نور

لطالما تمنى أن يدخل ولو أطراف بستان روحها، فكيف بها لو شمّمته ولو نفسًا واحدًا من جنة روحها. لم يكن يغفو إلا لِمامًا ليواصل سهر الانتظار أمام بواباتها المتصلبة. وكان يرجو أن تفتح له ولو لتقول له: اذهب بعيدًا. لكنها لم تفعل ذلك.


أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:31 AM

رد: حياة ميّتة
 

عصي الدمع

دعها تورق هذه اللغة داخلك .. وتعال يا صديقي. تعال بحرف من روحك، وآخر من بوحك؛ لتدمل ما لم يُدمل بعد.


أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:36 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




البنفسج

كان ينحت لها من الشجر الأخضر رداءً، ويشعل لها بأنامله المقدوحة من آثر الجروح المتصخرة نارًا لتتدفأ. فعل كل ما يجعله كفيل بها. سحب رداء الليل مستعجلاً ليستر نفسه بالظلام خالعًا عنه قميصه لترتديه. التبس عليه السهر حتى نسي متى نام آخر مرة.
كل الذي بذله لم يكن يتخيل للحظةٍ أن تتركه بين عوالم الوله، والانتظار، والانشقاق لصدره.
وفي الأخير جعلت أمامه خيارين: حياة على كفن، أو موت بلا لحد.

- البنفسج: في قراءتك بعدٌ جميل، سعى لتبييض ما سوّدته عوالم الحياة الباهضة في النص.
سعدت بما كتبته.


أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:38 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




الحكيم

ما أجمل أن يمنحك الآخر الدفء وأنت داخل بطولة نصٍ تفتش عن كل قارئ؛ لترى كيف يراك؟ لمجرد قراءته حروفك سيبذل قصارى جهده كي يصنع لك من مداده بلسمًا يتناسب مع أحداثك.
جميل ما كتبته، وليتها تستعيد سمعها لننادي جميعنا؛ ربما عادت ولو كالسراب!.


أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:43 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




ذات العماد

لطالما نزعت من صدره أشواكه لمجرد حديثها معه.
إنها متميزة حتى في سعيها للتواصل معه.
كان يضحك كلما ابتسمت، ويبتسم كلما صمتت بشفة واحدة.
لقد اعتاد أن يصلي لأجلها كثيرًا؛ على الرغم من أنه لا يعلم عنها مكانًا، ولا يتمنى غير أن يعي كيف حدث انصهارها، وذوبانه في أمنياته معها دون أن تفسّر له غياباتها، وتركه أمام حياته الميتة، وجور البقاء الوحيد.
لقد عاش على أمل .. حتى الأمل شفق وترفق عليه.

- قراءتك فيها تفاصيل هادئة، جالبة للحظ ومزيد من التفاؤلات.



أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:48 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




رجل من الشرق

(لو كان للشعر ابتداء لا انتهى
أو كان للقلب المتيم ما اشتهى
إلا سلالم روحها كي يصعدا
نحو الطريق ونحوها يترددا)

ليت القوافي تستيقظ على أنامل .. وما هذه إلا عبارات نثرية صففتها لعلها تصلح لأن تليق بما بعثت، وما أحييت به رغبة البوح، والكتابة في مسارات عديدة.

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:53 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




النقاء

رغم الذي تصوره الكاتب بحثًا عن تلميحة للبقاء، وتأملات للغد إلا أنه شرع في فتح روحه ليضعها في أعلاها. لم يكن يرى الحياة إلا معها. مؤلم أن تُحمل هذه الصورة على ملامحه وفجأةً يجد نفسه أمام عمر قصير من الحكاية، وتابوت في انتظاره، وكفن يلوّح باستسلامه بدلاً عن منديله الذي أخذته وظلّت تكتنزه إلى غير رجعة.
يصلح الزمن ما يعجز عنه الوقت، وهذا ما جعله يتأمل بحياة بعد موت.
لقد ظفر بالأمل، ووحده من جعله يفتح دكان الأمنيات ويملأه بدعواته لأن تكون بخير حتى تحيي حياته ولو بعد موت طويل.

القديرة أستاذة النقاء.
حروفك هنا أعطتني طابعًا في قدرتك على التعمق وقراءة الحرف بعين بصيرة، ونقاء حقيقي.
أشكرك كثيرًا.


أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 08:56 AM

رد: حياة ميّتة
 

العزيز فتحي عيسى

بعمر الاقتسام، وسنوات الحصاد ، وما يزال بين يديه أمله اليابس الذي يتمنى أن تجيء لتسقيه.
أسعدتني حروفك.

أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر

جابر محمد مدخلي 04-18-2021 09:03 AM

رد: حياة ميّتة
 
:eek:




بدرية العجمي

أحيانا حين نقف أمام الحروف التي كتبتها حروفنا نشعر كما لو أننا نتجسد في قارورة مداد واحدة.
لا أحد يملك مقدرة الآخر ولكن الجميع يملكون تفاصيل كبرى يمكنهم اقتسامها بالعدل.
ليتها اقتسمت معه ما تبقى من خيباته التي صنعتها ومضت، من أنصاف أحلامه، أو أرباع أمجاده التي تركتها على قارعة الطريق ومضت بعيدًا.
لا أحد يمكنه أن يستوعب أي شيء يحدث وهو في مسيرته لتتويج أبطاله بأحداث قد تقع في واقع البشر أنفسهم.
لقد تراخت الحياة أمام أبطال هذه الحكاية، وتجغرفت بمساحات كبرى، وتقوست في الأخير على هيئة قارة جديدة استيقظ ليجد نفسه فيها وحيدًا خاليًا عابسًا، تعيسًا إلا من صوت سكّان جدد لا يعرفهم، ولا يعرف لغتهم .. فقط يهرشون روحه كل مساء قبل النوم وعند الاستيقاظ.

سعدت أستاذة بدرية العجمي بما قرأته هنا من تحليل منصف للنص.



أسعدت وأبهجت.
مودتي
جابر


الساعة الآن 03:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
مجتمع ريلاكس

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا

1 1 1 2 2 2 3 3 3 5 5 5 6 6 6 7 7 7 8 8 8 10 10 10 11 11 11 12 12 12 13 13 13 15 15 15 16 16 16 17 17 17 28 28 28 30 30 30 31 31 31 32 32 32 37 37 37 38 38 38 39 39 39 41 41 41 44 44 44 45 45 45 46 46 46 47 47 47